- عطيةعضو ماسي
- عدد المساهمات : 251
نقاط : 799
تاريخ الميلاد : 01/01/1988
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
العمر : 36
عمرو بن لحي
الثلاثاء يونيو 02, 2009 6:40 pm
حين قدم بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام و الأوثان من دون الله، استحسن ذلك و ظنه حقاً، و كانت الشام آنذاك محل الرسل و الكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا و نستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه و أمر الناس بعبادته و تعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب.
و قد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا و سواعاً و يغوث و يعوق و نسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.
فأما ود: فكان لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق.
و أما سواع: فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة.
و أما يغوث: فكان لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ.
و أما يعوق:فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، و خيوان: بطن من همدان.
و أما نسر: فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير.
و هكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، و لم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله ، حتى جاء الإسلام، و بُعث محمد بن عبدالله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، و بعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى و هي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، و بعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، و بعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها قبيلة هذيل، فهدمت جميعها.
و قد بين النبي محمد مصير عمرو بن لحيّ و سوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب) ، و في رواية: (أول من غير دين إبراهيم)، و السوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
و ذكر ابن كثير عند تفسير قول القرآن في سورة الأنعام {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (الأنعام:144) أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحيّ ، لأنه أول من غير دين الأنبياء، و أول من سيب السوائب و وصل الوصيلة، و حمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح.
و كان أهل الجاهلية مع ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، كتعظيم البيت، و الطواف به، و الحج و العمرة، و الوقوف بعرفة و مزدلفة، و إهداء البدن، و إن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك و البدعة، و من أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك، تملكه و ما ملك، فأنزل الله تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) (الروم:28).
و منها أيضا أن قريشًا كانوا يقولون: نحن بنو إبراهيم و أهل الحرم، و ولاة البيت و قاطنو مكة، و ليس لأحد من العرب مثل حقنا و منزلتنا ـ و كانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، و لا يفيضون منها، و إنما كانوا يفيضون من المزدلفة و فيهم أنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} (البقرة:199).
هذا الوضع الذي كان سائدا في جزيرة العرب، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم و تردهم إلى فطرتهم و تمحو مظاهر الشرك و الوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام.
و قد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا و سواعاً و يغوث و يعوق و نسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.
فأما ود: فكان لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق.
و أما سواع: فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة.
و أما يغوث: فكان لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ.
و أما يعوق:فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، و خيوان: بطن من همدان.
و أما نسر: فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير.
و هكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، و لم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله ، حتى جاء الإسلام، و بُعث محمد بن عبدالله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، و بعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى و هي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، و بعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، و بعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها قبيلة هذيل، فهدمت جميعها.
و قد بين النبي محمد مصير عمرو بن لحيّ و سوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب) ، و في رواية: (أول من غير دين إبراهيم)، و السوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
و ذكر ابن كثير عند تفسير قول القرآن في سورة الأنعام {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (الأنعام:144) أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحيّ ، لأنه أول من غير دين الأنبياء، و أول من سيب السوائب و وصل الوصيلة، و حمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح.
و كان أهل الجاهلية مع ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، كتعظيم البيت، و الطواف به، و الحج و العمرة، و الوقوف بعرفة و مزدلفة، و إهداء البدن، و إن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك و البدعة، و من أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك، تملكه و ما ملك، فأنزل الله تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) (الروم:28).
و منها أيضا أن قريشًا كانوا يقولون: نحن بنو إبراهيم و أهل الحرم، و ولاة البيت و قاطنو مكة، و ليس لأحد من العرب مثل حقنا و منزلتنا ـ و كانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، و لا يفيضون منها، و إنما كانوا يفيضون من المزدلفة و فيهم أنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} (البقرة:199).
هذا الوضع الذي كان سائدا في جزيرة العرب، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم و تردهم إلى فطرتهم و تمحو مظاهر الشرك و الوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى