من المستفيد من التغيير القادم فى مصر ؟! (محامون بلا حدود)

--------------------------------------------------------------------------------

شهدت مصر خلال الفترة الماضية العديد من التظاهرات عبرت خلالها فئات متعددة عن رؤيتها للإصلاح السياسى فى البلاد ورغبتها فى التواجد على الساحة والمشاركة فى صياغة التغيير الذى يراد إحداثه وعدم ترك مستقبل البلاد فى يد النظام والحزب الحاكم فقط لأن مصر ليست حكراً على حزب حتى وان كان الحزب الحاكم وليست حكراً على شخص حتى وان كان شخص رئيس الدولة .

فتحت حركة كفاية الباب أمام هذه الموجة من التظاهرات واستطاعت كسر حاجز كان البعض فيما مضى يحاول فقط الإقتراب منه على استحياء وهدف هذه الحركة التى نشأت حديثا واضح تماماً من الإسم الذى اختاره مؤسسوها – كفاية – أى مطالبة رئيس البلاد الحالى بالإكتفاء بأربعة دورات رئاسية حكم خلالها البلاد لمدة 24 عاماً ترى حركة كفاية أنها لم تثمر عن نهضة حقيقية للبلاد كما أنها فترة ترعرع فى كنفها الفساد بكافة أشكاله وصوره وازدادت خلالها حدة أزمة البطالة وارتفاع الأسعار وتدنى مستوى المعيشة الى آخره من المشاكل التى يعانى منها المصريين .

فى المقابل يرى النظام والحزب الحاكم ان المدة التى حكم خلالها الرئيس مبارك مليئة بالإنجازات والمشروعات العملاقة خاصة أن الرئيس تولى الحكم والبلاد تعانى من أزمات اقتصادية طاحنة .. ودون الخوض فى تفاصيل مبررات مواقف كل من الحكومة والمعارضة نجد أن الشارع المصرى قد خرج عن سكونه بقوة وجرأة لم يتوقعها الكثيرون خاصة بعد أن نزل الإخوان الى الساحة بثقلهم من خلال تنظيم مظاهرات واسعة شملت معظم المحافظات المصرية قابلتها السلطات المصرية بالقمع معتبرة ان نشاط جماعة الإخوان السياسى غير شرعى لأنه يقوم على اساس دينى فى حين ان الإخوان فى تظاهراتهم أظهروا اختلافاً فى شعاراتهم وأسلوبهم فى التظاهر حيث رفعوا شعارات سياسية لادينية تطالب بالإصلاح وانهاء العمل بقانون الطوارئ ووقف الإعتقالات وقال مرشد الإخوان أن الجماعة تحاول التعبير عن المطالب المشروعة للمجتمع المصرى .

هذه التحركات التى طرأت على الشارع المصرى بالطبع لابد أن تفضى فى النهاية عن تغيير لكن السؤال هنا : ماطبيعة هذا التغيير ، هل هو التغيير الذى يتحدث عنه الحزب الحاكم الذى يعتبر ان عملية الإصلاح مستمرة منذ 24 عاما ولا تأثير للضغوط الخارجية وبالتالى يحاول أن يصيغ تغييراً يصب فى مصلحته ومصلحة ما يقدمه الحزب من رؤى خاصة به كى يضمن استمراره حتى لايقصيه أى كيان آخر ؟! . أم هو التغيير الذى تريده واشنطن فى سياق ما تريد احداثه فى المنطقة ككل ؟! . أم هو التغيير الذى تريده المعارضة التى تتحدث كثيرا عن الإصلاح برغم ضعفها وعدم مقدرتها على طرح نفسها كبديل قوى ومنافس وهو الضعف الذى لانلوم المعارضة عليه لأن المناخ فى الفترة الماضية لم يتح لها الفرصة للتعبير عن نفسها فى ظل قيود يعلمها الجميع ؟! .. أم هو التغيير الذى يصب فى صالح الشعب المصرى بكل فئاته ؟!.

انه سؤال صعب لايحتاج الى مجرد اجابة كلامية قد لايكون لها صدى فعلى على أرض الواقع بل يحتاج الى تضافر كل جهود المصريين من اجل الخروج بالبلاد الى بر الآمان فى ظل هذا المنعطف الخطير .. لأن التغيير قادم لامحالة..ولكن أى تغيير؟!.