- عطيةعضو ماسي
- عدد المساهمات : 251
نقاط : 799
تاريخ الميلاد : 01/01/1988
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
العمر : 36
بيان من الرسول الى المسلمين
الجمعة يونيو 19, 2009 4:36 pm
هب أن الله تعالى أرسل رسوله محمدا، صلى الله عليه وسلم، ليعيش في عالمنا اليوم فترة زمنية بعدها يرجع إلى ربه، فماذا سيقول للمسلمين؟ وماذا سيقول للعالم أجمع؟
هل سيحتفل مع المسلمين بذكرى مولده فرحا وسعادة لما قدموه من أسوة حسنة وصورة مشرفة للإسلام؟
هل سيلبي دعوة أئمة الفرق والمذاهب المختلفة لحضور احتفالاتهم بمولده تكريما لهم على ما قدموه من جهد في طريق وحدتهم؟
هل سيسعد بسماع الابتهالات الدينية ورؤية الفيديو كليب وما يحمله ذلك من كلمات المديح والحديث عن شمائله وخلقه العظيم وهو يرى المسلمين وقد ابتعدوا عن جوهر الدين وتمسكوا بظاهره؟
هل سيترك البرامج الدينية [ المحلية والفضائية ] على حالها هذا من الفوضى الفقهية والتقاتل من أجل دفاع كل عن مذهبه؟
إنه من الغفلة أن نظن أن رسول الله سيسعد ويفرح بهذا، فها هو رسول الله يبكي حسرة على تفرق المسلمين وتخاصمهم وتقاتلهم.
ها هو رسول الله يبكي محتسبا عند الله دم المدنيين الذي يسفك بغير الحق بفتاوى غير مسئولة.
ها هو رسول الله يتعجب من تضارب الفتاوى [ بين محل ومحرم للمسألة الواحدة ] وبث هذه الفوضى الفقهية على العالم عبر القنوات الفضائية.
وسيسأل رسول الله: هل يحل للمسلمين أن يتركوا الأخذ بأسباب القوة ومقومات التقدم الحضاري فيصبحوا عالة على غيرهم تنتهك حرماتهم وتسلب خيراتهم ويعتدي على مقدساتهم، فلا يجد كثير من فقهائهم سبيلا أمام تفوق عدوهم العسكري وتملكه لأسلحة الدمار الشامل إلا إصدار فتاوى استحلال الدماء العشوائية تلك التي يدفع ثمنها المستضعفون من الشيوخ والنساء والولدان الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا؟؟
وسيعلن رسول الله: أن مسألة تكفير البشر وإصدار فتاوى الخصومة والبغضاء والتقاتل واستحلال الدماء بغير الحق لا يتبناها اليوم ولا ينتصر لها إلا من طمست المذهبية قلبه وغيبت عقله. إن الحكم بالكفر على إنسان [ كما بين القران الحكيم ] لا يكون إلا بعد أن يعلن هذا الإنسان أنه كفر حقيقة بربه [ وليس بملة خصمه أو بمذهبه الفقهي ].
وسيسأل رسول الله: أين هي الأسوة الحسنة التي قدمها المسلمون اليوم منهجا وسلوكا حياتيا في هذا العصر، عصر الانفتاح العالمي وشبكة الاتصالات العنكبوتية؟ هذه الأسوة التي أمرهم الله تعالى بها ليكونوا شهداء على الناس كما كان رسولهم، صلى الله عليه وسلم، شهيدا على قومه.
لقد كان من الطبيعي، وهذا هو حال العالم الإسلامي، أن ينصرف الغرب عن المسلمين ويضعهم في مؤخرة الدول المتحضرة، فما كان من كثير من علمائهم إلا أن خاصموا الغرب وأصدروا فتاوى تكفيره، وقرنوا تكفيره باستحلال دمائه، وكان يجب أن يقوموا بدورهم الرئيس بين الناس كأسوة إيمانية سلوكية حضارية يعملون على تجميع صفوفهم وتطهير قلوبهم، وتوحيد كلمتهم.
وسيدعو رسول الله المسلمين جميعا إلى الالتفاف حول كتاب الله الذي يراه بينهم مهجورا ويبين لهم أن هذا الكتاب هو آيته الدالة على صدقه والتي التف حولها الجيل الأول من المسلمين، والتي يجب أن يلتف حولها المسلمون في كل عصر يقيمون فاعليتها في واقع حياتهم لمواجهة تحدياتهم العالمية وهم يحملون أجندة الحق والعدل، الحرية والسلام، والرقى والتقدم.
ثم يقول: أيها المسلمون، لقد تركتكم أمة واحدة، تعبدون إلهاً واحداً، أرسل فيكم رسولاً واحداً، بكتاب واحد وباسم واحد " ... هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ... " وتتوجهون في صلاتكم إلى قبلة واحدة، ولم يبق على الأرض بعد أن خُتمت النبوة إلا أنتم، الآمرون بالقسط بين الناس، فمتى ستستيقظون من سباتكم؟
من الذي سيقيم ميزان الحق والعدل بين الناس إن لم تكن هذه الأمة التي أعطاها الله الخيرية على الناس؟ وها أنا أراكم اليوم تحملون ذات الكتاب الذي أُنزل عليّ، وقد صلينا معاً اليوم نفس الصلوات التي صلاّها معي صحابتي في عصر الرسالة، وتجتمعون على أصول الشريعة التي جئت بها ...، فعلام تختلفون وتتقاتلون وقد جئتكم بالمحجة البيضاء؟
يا أهل العراق: إن نظرية " المؤامرة " لا تنجح ولا تؤتي ثمارها إلا في واقع خصب مهيأ أصلاً لتفعيلها بينكم فليس من الحكمة أن تصرخوا بالتآمر عليكم وواقع تفرقكم المذهبي [ تاريخياً وعملياً ] يشهد بسهولة اختراق صفوفكم في أي وقت خاصة إذا تعلق الأمر بالصراع على كرسي الحكم.
أيها الناس: إن الإسلام هو الحجة على المسلمين، وتدين المسلمين وفهمهم المذهبي للإسلام ليس حجة على الإسلام. ولقد هجر المسلمون كتاب ربهم ولم يقيموه منهجاً لحياتهم ووحدة كلمتهم فأضاعوا مسئوليتهم في الشهادة على العالمين، وإظهار حقيقة هذا الدين الذي أرسلني ربي به لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإن لم يعد هؤلاء المسلمون إلى كتاب ربهم الذي حفظه الله لهم من أجل تفعيل نصوصه على مر العصور، أمة واحدة لا تعرف تفرقاً ولا مذهبية، فإن الله تعالى سوف يستبدل بهم قوماً مسلمين غيرهم يحبهم ويحبونه.
وقبل مغادرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لهذه الدنيا سيتلو قوله تعالى من سورة التوبة:
َلقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [128] فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [129]
هل سيحتفل مع المسلمين بذكرى مولده فرحا وسعادة لما قدموه من أسوة حسنة وصورة مشرفة للإسلام؟
هل سيلبي دعوة أئمة الفرق والمذاهب المختلفة لحضور احتفالاتهم بمولده تكريما لهم على ما قدموه من جهد في طريق وحدتهم؟
هل سيسعد بسماع الابتهالات الدينية ورؤية الفيديو كليب وما يحمله ذلك من كلمات المديح والحديث عن شمائله وخلقه العظيم وهو يرى المسلمين وقد ابتعدوا عن جوهر الدين وتمسكوا بظاهره؟
هل سيترك البرامج الدينية [ المحلية والفضائية ] على حالها هذا من الفوضى الفقهية والتقاتل من أجل دفاع كل عن مذهبه؟
إنه من الغفلة أن نظن أن رسول الله سيسعد ويفرح بهذا، فها هو رسول الله يبكي حسرة على تفرق المسلمين وتخاصمهم وتقاتلهم.
ها هو رسول الله يبكي محتسبا عند الله دم المدنيين الذي يسفك بغير الحق بفتاوى غير مسئولة.
ها هو رسول الله يتعجب من تضارب الفتاوى [ بين محل ومحرم للمسألة الواحدة ] وبث هذه الفوضى الفقهية على العالم عبر القنوات الفضائية.
وسيسأل رسول الله: هل يحل للمسلمين أن يتركوا الأخذ بأسباب القوة ومقومات التقدم الحضاري فيصبحوا عالة على غيرهم تنتهك حرماتهم وتسلب خيراتهم ويعتدي على مقدساتهم، فلا يجد كثير من فقهائهم سبيلا أمام تفوق عدوهم العسكري وتملكه لأسلحة الدمار الشامل إلا إصدار فتاوى استحلال الدماء العشوائية تلك التي يدفع ثمنها المستضعفون من الشيوخ والنساء والولدان الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا؟؟
وسيعلن رسول الله: أن مسألة تكفير البشر وإصدار فتاوى الخصومة والبغضاء والتقاتل واستحلال الدماء بغير الحق لا يتبناها اليوم ولا ينتصر لها إلا من طمست المذهبية قلبه وغيبت عقله. إن الحكم بالكفر على إنسان [ كما بين القران الحكيم ] لا يكون إلا بعد أن يعلن هذا الإنسان أنه كفر حقيقة بربه [ وليس بملة خصمه أو بمذهبه الفقهي ].
وسيسأل رسول الله: أين هي الأسوة الحسنة التي قدمها المسلمون اليوم منهجا وسلوكا حياتيا في هذا العصر، عصر الانفتاح العالمي وشبكة الاتصالات العنكبوتية؟ هذه الأسوة التي أمرهم الله تعالى بها ليكونوا شهداء على الناس كما كان رسولهم، صلى الله عليه وسلم، شهيدا على قومه.
لقد كان من الطبيعي، وهذا هو حال العالم الإسلامي، أن ينصرف الغرب عن المسلمين ويضعهم في مؤخرة الدول المتحضرة، فما كان من كثير من علمائهم إلا أن خاصموا الغرب وأصدروا فتاوى تكفيره، وقرنوا تكفيره باستحلال دمائه، وكان يجب أن يقوموا بدورهم الرئيس بين الناس كأسوة إيمانية سلوكية حضارية يعملون على تجميع صفوفهم وتطهير قلوبهم، وتوحيد كلمتهم.
وسيدعو رسول الله المسلمين جميعا إلى الالتفاف حول كتاب الله الذي يراه بينهم مهجورا ويبين لهم أن هذا الكتاب هو آيته الدالة على صدقه والتي التف حولها الجيل الأول من المسلمين، والتي يجب أن يلتف حولها المسلمون في كل عصر يقيمون فاعليتها في واقع حياتهم لمواجهة تحدياتهم العالمية وهم يحملون أجندة الحق والعدل، الحرية والسلام، والرقى والتقدم.
ثم يقول: أيها المسلمون، لقد تركتكم أمة واحدة، تعبدون إلهاً واحداً، أرسل فيكم رسولاً واحداً، بكتاب واحد وباسم واحد " ... هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ... " وتتوجهون في صلاتكم إلى قبلة واحدة، ولم يبق على الأرض بعد أن خُتمت النبوة إلا أنتم، الآمرون بالقسط بين الناس، فمتى ستستيقظون من سباتكم؟
من الذي سيقيم ميزان الحق والعدل بين الناس إن لم تكن هذه الأمة التي أعطاها الله الخيرية على الناس؟ وها أنا أراكم اليوم تحملون ذات الكتاب الذي أُنزل عليّ، وقد صلينا معاً اليوم نفس الصلوات التي صلاّها معي صحابتي في عصر الرسالة، وتجتمعون على أصول الشريعة التي جئت بها ...، فعلام تختلفون وتتقاتلون وقد جئتكم بالمحجة البيضاء؟
يا أهل العراق: إن نظرية " المؤامرة " لا تنجح ولا تؤتي ثمارها إلا في واقع خصب مهيأ أصلاً لتفعيلها بينكم فليس من الحكمة أن تصرخوا بالتآمر عليكم وواقع تفرقكم المذهبي [ تاريخياً وعملياً ] يشهد بسهولة اختراق صفوفكم في أي وقت خاصة إذا تعلق الأمر بالصراع على كرسي الحكم.
أيها الناس: إن الإسلام هو الحجة على المسلمين، وتدين المسلمين وفهمهم المذهبي للإسلام ليس حجة على الإسلام. ولقد هجر المسلمون كتاب ربهم ولم يقيموه منهجاً لحياتهم ووحدة كلمتهم فأضاعوا مسئوليتهم في الشهادة على العالمين، وإظهار حقيقة هذا الدين الذي أرسلني ربي به لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإن لم يعد هؤلاء المسلمون إلى كتاب ربهم الذي حفظه الله لهم من أجل تفعيل نصوصه على مر العصور، أمة واحدة لا تعرف تفرقاً ولا مذهبية، فإن الله تعالى سوف يستبدل بهم قوماً مسلمين غيرهم يحبهم ويحبونه.
وقبل مغادرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لهذه الدنيا سيتلو قوله تعالى من سورة التوبة:
َلقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [128] فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [129]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى